من هو كلارك هاوكينز ومستويات الوعي (سلم هاوكينز) التي تحدث عنها

رئيس التحرير
نشرت منذ سنة واحدة يوم 17 فبراير, 2023-88 مشاهدة

سُلِّم هاوكينز لمستويات الوعي هو نموذج يصف مستويات الوعي المختلفة التي يمكن أن يصل إليها الإنسان. وقد طُوّرَ هذا النموذج من قبل النفسي الأمريكي كلارك هاوكنز في عام 1971.


كلارك هاوكينز ومستويات الوعي (سلم هاوكينز) التي تحدث عنها
مستويات الوعي

كلارك هاوكينز

كلارك هاوكنز (Clark M. Hull) هو عالم نفسي أمريكي وُلد في عام 1884 وتوفي في عام 1952. يعد هاوكنز واحدًا من النفسيين الذين ساهموا في تأسيس النظرية السلوكية في علم النفس.

درس هاوكنز الفلسفة وعلم النفس في جامعة ميتشيغان، وحصل على درجة الدكتوراه في العلوم الاجتماعية من جامعة ويسكونسن في عام 1918. عمل هاوكنز في جامعة ييل وجامعة فلوريدا وجامعة بيتسبرغ، وكان مؤسسًا للمدرسة السلوكية في علم النفس.

تركز نظرية هاوكنز على الاستجابة السلوكية، والتي تنص على أن السلوك يمكن تحديده وتوقعه من خلال تحليل المحفزات والمكافآت والعقوبات. وقد اقترح هاوكنز أيضًا نظرية الاحتياجات والتي تشير إلى أن الإنسان يتصرف بشكل يتوافق مع احتياجاته الفيزيولوجية والنفسية.

ومن بين الأعمال الشهيرة لهاوكنز كتابه “مبادئ نظرية السلوك” (Principles of Behavior) الذي نُشر في عام 1943، والذي يعد واحدًا من الكتب الأساسية في علم النفس السلوكي.

ينقسم سلم هاوكنز إلى سبعة مستويات رئيسية وهي :

مستويات الوعي “سلم هاوكنز”

  1. مستوى الوعي الطبيعي

هو المستوى الذي يتواجد عليه الشخص عادةً في حالات اليقظة العادية، ويستطيع خلالها تحليل المعلومات الحسية والاستجابة للمحفزات الخارجية أو دواء أو مواد مخدرة.

في الوعي الطبيعي، يكون الإنسان قادرًا على استقبال المعلومات الحسية من البيئة المحيطة به، مثل الضوء والصوت واللمس، ويمكنه معالجة هذه المعلومات بشكل صحيح، والاستجابة لها بشكل مناسب. كما يكون الشخص قادرًا على التفكير والتحليل واتخاذ القرارات بشكل واعٍ ومنطقي، ويمكنه التحكم في تصرفاته وأفعاله.

يعتبر الوعي الطبيعي هو الحالة الطبيعية للوعي لدى الإنسان، وهو مهم في العديد من المجالات الحياتية، مثل العمل والتعليم والعلاقات الاجتماعية والصحة النفسية والجسدية. ويتوجب على الأفراد الحفاظ على الوعي الطبيعي وتجنب المواد المخدرة والعوامل الخارجية التي قد تؤثر على الوعي وتؤدي إلى تشوش الحواس وفقدان السيطرة على التصرفات.

  1. مستوى الوعي المتوهج أو الوعي الصادق (بالإنجليزية: “Mindfulness”)

مستويات الوعي و سلم هاوكينز
 الوعي المتوهج

وهو المستوى الذي يصل إليه الشخص عندما يكون مركز انتباهه بشكل كامل في مهمة أو نشاط معين، ويتخلص من خلاله بالتفكير في أي شيء آخر.

أي دون الانشغال بالتفكير في الأحداث السابقة أو التركيز على الأحداث المستقبلية. وهو يشير إلى القدرة على التركيز الكامل على اللحظة الراهنة بشكل لا يتضمن الحكم أو التقييم أو الانحيازات.

والغرض الأساسي من الوعي المتوهج هو تحسين الوعي الذاتي والإدراك، وتعزيز الاستيعاب للواقع والتفاعل مع الحياة بشكل أكثر إيجابية. يتم تعزيز الوعي المتوهج من خلال الحصص التدريبية والتمارين الخاصة، مثل التأمل والتركيز على التنفس.

يعد الوعي المتوهج تقنية متبعة في العديد من الثقافات، وتستخدم في العلاج النفسي والطب النفسي كطريقة للحد من الإجهاد والتوتر والقلق والاكتئاب وتحسين الصحة النفسية والعاطفية والجسدية. كما أن الوعي المتوهج يعد طريقة فعالة لتعزيز الإدراك الذاتي والحس الشامل للواقع، وتعزيز الشعور بالاتصال بالآخرين والعالم من حولنا.

  1. مستوى الوعي المنبهر  (بالإنجليزية: “Flow state” أو “Being in the zone”)

 وهو المستوى الذي يصل إليه الشخص عندما يندمج بشكل كامل مع النشاط الذي يقوم به، ويشعر بتحقيق التناغم الكامل بينه وبين المهمة المنجزة.

ويصفه البعض بأنه حالة من الرضا العميق والسعادة والإنتاجية الفائقة. ويمكن أن يتم تجربة هذه الحالة عند القيام بأنشطة مثل الرياضة، أو الفنون، أو العمل، أو أي نشاط يتطلب تركيزًا شديدًا.

وفي الوعي المنبهر، يفقد الشخص الوعي بالزمن والمكان، ويشعر بأن الوقت يمر بشكل سريع جدًّا، وأن كل شيء يجري بشكل طبيعي وسلس. كما أن الشخص يشعر بتحسن في مزاجه وزيادة في الثقة بالنفس والإنتاجية.

ويعد الوعي المنبهر حالة مهمة في العديد من المجالات، مثل الرياضة والفنون والعمل والتعليم، حيث يمكن أن يساعد الشخص على تحقيق أفضل أداء وأداء الأعمال بكفاءة عالية. كما أنه يعتبر حالة من الوعي الذي يحقق الرضا النفسي والتفوق في الأداء.

  1. مستوى الوعي المعزز  (Enhanced awareness)

 وهو المستوى الذي يصل إليه الشخص عندما يشعر بتوسع الوعي وتحريره من القيود والقيود الداخلية.

 هو حالة من الوعي الذي يتم فيه تعزيز تجربة الوعي الطبيعي، ويتم ذلك عادةً عن طريق استخدام تقنيات مثل التأمل والتدريب الذهني والأنشطة الحركية والغذائية والتغذية والتغييرات البيئية المختلفة. وتهدف هذه التقنيات إلى تحسين القدرة على التركيز والانتباه والذاكرة والتأقلم والاستجابة للمواقف الحرجة.

ويعتبر الوعي المعزز مُهِمًّا في العديد من المجالات مثل الرياضة والأداء الفني والعمل الذهني المكثف والعمليات الطبية والعلاجية، حيث يمكن أن يساعد في تحسين أداء الفرد وتحسين الوعي والتفاعل الاجتماعي.

ويتضمن بعض التقنيات الشائعة لتحسين الوعي المعزز التأمل والتدريب الذهني والتغذية السليمة والنوم الجيد وممارسة الرياضة بانتظام وتحسين البيئة المحيطة. وتعد هذه التقنيات أدوات فعالة لتحسين الوعي المعزز وتعزيز الصحة العقلية والبدنية والقدرة على تحقيق الأهداف المرجوة في الحياة.


اقرأ أيضا: 7- أشياء “لتقوية الذاكرة” والذكاء وسرعة الحفظ

  1. مستوى الوعي المتوازن (Balanced awareness)

 وهو المستوى الذي يصل إليه الشخص عندما يشعر بتحقيق التوازن بين العقل والجسد، وبين الشعور والفكر.

والتي تسمح للفرد بالاستجابة بفعالية لمتطلبات الحياة المختلفة بطريقة تعزز صحته ورفاهيته. ويشير الوعي المتوازن إلى التفاعل الإيجابي بين الجوانب الجسدية والعقلية والروحية للفرد.

ويتميز الوعي المتوازن بالقدرة على التحكم في المشاعر والتفكير بشكل صحيح ومتوازن، والتأقلم مع الضغوط والتحديات المختلفة التي يمكن أن يواجهها الفرد في الحياة اليومية. وعلى سبيل المثال، يمكن أن يتضمن الوعي المتوازن القدرة على التركيز والانتباه، والتحكم في التوتر والقلق والضغط النفسي، والتحكم في العواطف والاستجابة للمواقف بشكل صحيح.

وتشمل بعض الطرق التي يمكن استخدامها لتحقيق الوعي المتوازن تنظيم النوم والغذاء وممارسة الرياضة بانتظام، وتحسين التواصل الاجتماعي وتنمية الثقة بالنفس، والتأمل والتدريب الذهني لتحسين التركيز والاسترخاء والتأقلم مع التحديات.

وبشكل عام، يمكن القول إن الوعي المتوازن هو الحالة التي يتم فيها تحقيق توازن بين العقل والجسم والروح، والتي تسمح للفرد بالتعامل مع المواقف المختلفة في الحياة بطريقة صحية وإيجابية.


اقرأ أيضا: مراحل تجاوز الصدمة النفسية وصدمة ما بعد الزلزال

  1. مستوى الوعي المرحلي (Stage awareness)

وهو المستوى الذي يصل إليه الشخص عندما يندمج بشكل كامل مع الواقع ويشعر بالانسجام معه، ويشعر بالتواجد في الحاضر.

هو نظرية تشير إلى أن الوعي ليس حالة ثابتة أو موحدة، بل يمكن تقسيمه إلى عدة مراحل تتغير مع الزمن وتتطور على مر السنين وفقًا لمختلف النظريات النفسية والفلسفية. وتعتمد هذه النظرية على فكرة أن الوعي يتحول ويتطور مع تطور الإنسان نفسه وتغيرات حالته وظروفه الحياتية.

ومن أمثلة الوعي المرحلي، يمكن الإشارة إلى الوعي الحسي البدائي، الذي يشمل تجاربنا الحسية والوعي اللغوي الذي يمكننا من خلاله التعبير عن أفكارنا وتفاعلنا مع الآخرين، والوعي الفكري الذي يتضمن التفكير والمنطق والتحليل والاستنتاج، والوعي الروحي الذي يتعلق بالتأمل والتركيز والوصول إلى مستويات أعلى من الوعي الذاتي.

وبشكل عام، فإن الفهم الأكثر شيوعًا للوعي المرحلي يشير إلى أن الوعي يتطور ويتغير عبر مجموعة متنوعة من المراحل الحياتية، وهذا التطور يعتمد على متغيرات عدة مثل العمر والخبرة والثقافة والبيئة وغيرها.

  1. مستوى الوعي الروحي (Spiritual awareness)

هو مصطلح يشير إلى مستوى عالٍ من الوعي الذي يتعلق بالبعد الروحي للإنسان وعلاقته بالكون والإلهية. وهو يعني الوعي بأن هناك شيئًا عميقًا داخل الإنسان يتعلق بالروح والوجود الأساسي في الحياة.

ومن الممكن أن يصف الوعي الروحي بأنه الوعي بالشيء الأعلى الذي يوجد داخل الإنسان، والذي يربطه بالعالم الخارجي والكون بشكل عام. وبالنسبة للبعض، يتعلق الوعي الروحي بالإدراك العميق للمعنى والغرض الحقيقي للحياة، والسعي لتحقيق هذا الغرض عن طريق التطوير الروحي والنمو الداخلي.

ويمكن أن يتضمن الوعي الروحي العديد من الجوانب المختلفة، بما في ذلك الوعي بالمعنى والغرض الحقيقي للحياة، والوعي بالعلاقة الروحية بين الإنسان والكون، والوعي بالمسؤولية الروحية، والوعي بالقيم والمبادئ الروحية، والوعي بالتفاعل بين الروح والجسد والعقل.

ويعتمد الوعي الروحي على الممارسات والتقاليد الروحية المختلفة، مثل التأمل والصلاة. ومن خلال هذه الممارسات، يسعى الفرد لتحقيق السلام الداخلي والوصول إلى مستويات أعلى من الوعي الروحي، والتواصل مع الله بشكل أعمق.

اترك تعليق

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *